منتديات لحن الحب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات لحن الحب

2 مشترك

    قصة الموت ادخل واقرا

    رونى
    رونى


    انثى
    عدد الرسائل : 194
    تاريخ التسجيل : 18/04/2008

    قلب قصة الموت ادخل واقرا

    مُساهمة من طرف رونى الأحد 18 مايو 2008, 7:44 pm

    جردوها من ملا بسها بل من كل شي ثم حملوها إلى مكانمظلم


    شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنهاموضوعة على ما يشبه الهودج .. في ارتفاعهوحركته ...

    سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... مالهلا يمنعهم من أخذها ...
    صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائمفجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء .. ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو منحولها ضبابيا ... وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواءمقفرة ..
    أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضععلى الأرض .. وسمعت الى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع ... ثم حملت ثانية .. وشاعالسكون من حولها ... وأحست بالظلام ينخرعظامها ..
    ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ... لعله آت لانقاذها
    لكن ... ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
    ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليهقائلا :
    تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادعلها يا بني .... هيا بنا ..

    غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليهراجعون ..
    كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامييسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
    صوت الخطوات تبتعد ... الى أين أين تتركوني كيفتتخلوا عني في هذه الوحدة وهذهالظلمة

    نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى
    أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السردابالأسود
    ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاكيرافقه ضوء القمر .. وشعاعالنجوم ..
    فينعكس على الأشياءوالأشخاص ..
    أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها تشعربأنها مغمضة العينين تماما ..
    تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرترعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم ... كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهابالظلام والوحدة
    لكن يدا ثقيلة أجلستهابعنف ..
    حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره منقبل ... رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغمالحلكة
    قالت بصوت مرتعش : منأنت
    فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنانسألك ...
    التفت .. فاذا بكائن آخر يماثلالأول ..
    صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترىهؤلاء القوم ... لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتهافعلا ..
    تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه .... فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة ... فهي ميتةأصلا ..
    - منربك
    - هاه ..
    - منربك
    - ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
    - مادينك
    - ديني الاسلام ..
    - من نبيك نبيي .

    اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ألم تكنتردده على لسانها دائما ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مراتيوميا
    بصوت غاضب عاد الصوتيسأل :
    - مننبيك
    - لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
    ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهويبسرعة نحو رأسها .. فصرخت ... وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرختبأعلى صوتها :
    - نبيي محمد ... محمد ...
    ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
    لم يحدث شيء .. سكونقاتل ..
    فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمهنكير : أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي علىدينك )
    سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس هذا موضع ابتسام .... يا ربي متى تنتهي هذه اللحظاتالقاسية..
    بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاةالفجر .....
    اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبهبالمعتقلات ...

    شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لميحدث ..
    فاستمرت في التفرج على المكانالرهيب ...
    في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكلهذا الرجاء ..
    دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميهاتعجزان عن حملها ... واذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقفملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقىالملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ..
    وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الىاسقاط الصخرة عليه ...
    هنا .. قيللها :
    - هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..
    - ماذا
    - هيا ..
    دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم ... وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها لمظلم .. مظلمحقا ..
    استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربهافرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليتهادعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها ..
    نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعايده بصخرة عاتية يقول لها :
    - هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامينعن فرضك ...
    ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحثالخطى الى موضعها .. ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيءمن حوله ..
    وصل الشاب ومد يديه يمنعالملك ...
    فقالله :
    - ما جاءبك
    - أرسلت لها ... لأحميهاوأمنعك
    - أهذا أمر من الله عزوجل
    - نعم ..
    لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي فيحلم
    مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألتهبامتنان :
    - منأنت
    - أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذأن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابةوالمجيء الى هنا ..
    أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذابهما يقولان :
    انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله اللهبمقعدك من الجنة ..
    وولد صالح يدعو له*الله ان يمنع عنك عذاب القبر وان يرزقك بدعوة صالحة
    zozo lave
    zozo lave


    انثى
    عدد الرسائل : 370
    العمر : 36
    رتب : قصة الموت ادخل واقرا 510
    تاريخ التسجيل : 02/03/2008

    مزاجى
    مزاجى:

    قلب رد: قصة الموت ادخل واقرا

    مُساهمة من طرف zozo lave الأحد 18 مايو 2008, 8:35 pm

    موضوع جميل يارونى شكرا

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 3:53 pm