من طرف the one الثلاثاء 01 يوليو 2008, 9:06 pmإضاءة خافتة , وكعكة فاخرة تتوسطها شمعة واحدة ضخمة , ونهنهات أرملة شابة ..
غرفة نوم أتمني مثلها في بيت زوجيتي البعيد المنال , وزوجة رقيقة كالفراشة , جميلة كالوردة , حزينة كالريح , ترتدي منامة منزلية من الحرير , وترسل شعرها الأشقر خلف ظهرها , وتبكي فينشطر قلب الأرض الملتهب بالحرارة والحمم ..
تجلس علي حافة السرير , أمام المنضدة الدانية التي تستقر فوقها علبة من القطيفة الحمراء , وهاتف محمول ذو وجه الميكي ماوس الطفولي ؛ وتبكي ..
تقول من بين العبرات :
_ الحب لايعرف الفارق في السن , وأنا أحببته بحق كما أحبني ..
من بين العبرات تقول :
_ كان الزوج والأب والصديق والحبيب .. من لي بعده الآن ؟!
حديثها يمس شغاف القلب , يلمس وتر الصبا في الوجدان فتشعر برغبة حارقة في التخفف من أحمالك بالدموع ..
أسالها همسا :
_ لم تتشاجرا أبدا ؟!
_ مطلقا , كان حنونا إلي حد لا يوصف ..
_ مع ابنه أو ابنته ؟!
تقول في صراحة :
_ لم يحبا فكرة زواجه مني أبدا ..
يتقدم ( يوسف ) , يحمل السكين المجاور للكعكة ويرمق نصله في تأمل ..
الطاقم الذي ينتمي إليه سلاح الجريمة , لكن هذا اصغر قليلا ..
_ كنت تنتظرينه للاحتفال ؟!
تهز رأسها , وتدفن وجهها المحزون بين كفيها وهي تروي :
_ أعددت لكل شئ عدته , وبرغم انه كان يهوي نسيان يوم عيد ميلاده إلا إنني لم أكن لأنسي مناسبة كهذه بسهولة .. هبطت من المنزل وأحضرت الكعكة , طلبت من ( مادي ) أن يحضر لي السكين والشمعة فامتثل بسرعة غريبة , بعدها سمعت صوت شجارهما من أسفل , ثم الشجار بين ( رأفت ) ومدير مكتبه .. لم تكن ليلة مناسبة لهذه المشكلات . لكنني صبرت حتى تنتهي , انتظرت طويلا حتى غافلني النعاس ولم استيقظ إلا علي صوت صراخ ( مبروكة ) عندما اكتشفت الجريمة البشعة ..
استوثق من نقطة مهمة :
_ أي أن ( مادي ) هو من احضر السكين لكي ؟!
_ اسألوه وسيخبركم أن نعم !
تتعقد الخيوط , والأصابع تتجه في تؤدة نحو الابن العاشق ..
يغرز ( يوسف ) السكين _ بحركة فجائية _ في قلب الكعكة التي مات صاحبها , ويسال :
_ قداحة ؟!
يطول انتظاره فأتطوع بمناولته قداحتي , يشعل فتيل الشمعة فينعكس الوهج البرتقالي علي صفحة وجهه الراكدة ..
أراد أن يتفوه بشئ , وأنا الأخر أردت التفوه بنفس الشئ أو خلافه , لكن باب الغرفة انفتح ليدلف أمين الشرطة بجثته الضخمة صائحا :
_ عثرنا علي القفازات !
_ مدممة ؟!
_ الدماء تغرقها ..
_ أين ؟!
_ مدفونة في الحديقة ..
ويضيف الرجل :
_ أسفل نافذة المكتب مباشرة !!
نخرج من الغرفة في سرعة , ليقابلنا الوجه النوبي الأسمر ..
_ ( مبروكة ) .. هل كنت تسترقين السمع ؟!
يهتف بها الشرطي في غضب , بينما تهرب المرأة العجوز بسرعة ..
الخيوط تتعقد أكثر وأكثر ..
في اغلب القصص البوليسية يكون الجاني هو الخادم أو الخادمة , أخر من يمكن أن تتجه إليه الشبهات , والمرأة النوبية يمكن أن تكون قد فعلتها انتقاما لذكري سيدتها الأولي .. قد تبدو الدوافع واهية بالنسبة لي لكنها لا تكون كذلك أبدا بالنسبة لقاتل فكر ودبر وقرر تنفيذ جريمته ..
يقول الشرطي :
_ ( مادي ) هو الفاعل في الغالب , فأولا الحبل متدلي من نافذة غرفته , وثانيا هو من احضر السكين ويمكنه أن يحضر سلاح الجريمة الأخر بالمرة , وثالثا هو يريد الزواج من ( لبني ) والميراث الهائل ..
أقول :
_ هذا ليس كافيا لو وضعنا في الاعتبار انه لم يكن متواجدا ساعة وقوع الجريمة ..
يقول :
_ تبدو فكرة عودته إلي المنزل متسللا لدرء الشبهات عن نفسه أنيقة إلي حد ما ..
أفكر :
_ ربما ..
وتقاطعني رجفة ( يوسف ) , صاعقة الرعد السارية في أوصاله وفلاش البرق الساطع أمام ناظريه , وتلويه كموجة ..
انه يري شيئا ما , شيئا جعله يتحامل بنفسه علي ذراعي وأنا أساله :
_ أنت علي ما يرام يا ( يوسف ) ؟!
يبتلع ريقه في صعوبة ويقول لاهثا :
_ اجل , س .. سأذهب ..
اسأله مستغربا :
_ إلي أين ؟!
يقول :
_ سأعود خلال لحظة , أريد أن أجد الكل في البهو السفلي ..
سيفعلها , مادام قد قال هذا فسيفعلها ..
_ سأفعل يا ( يوسف )
وأساعده علي التماسك ..
_ سأفعل ..
( يتبع )
يا تري من الجاني ؟ منتظر توقعاتكم ومشاركتكم وردودكم وتفاعلكم مع القصة , ممكن تعرفوه قبل ما أقوله , وياريت تحطوا أسباب لأرائكم .